google.com, pub-5848902380923633, DIRECT, f08c47fec0942fa0 قصص وحكايات : شائعة نهاية العالم المرتقبة

شائعة نهاية العالم المرتقبة



الدكتور محمد دودح

الباحث في الهيئة العالمية للاعجاز العلمي في القرآن والسنة في مكة المكرمة

خبر صيحة نصف رمضان ورد بطرق متباينة, وكلها لا يصح منها شيء؛ منها (إذا كان صيحة في رمضان فإنها تكون معمعة في شوال وتميز القبائل في ذي القعدة وتسفك الدماء في ذي الحجة والمحرم، وما المحرم يقولها ثلاثا هيهات هيهات؛ يقتل الناس فيها هرجاً هرجاً، قلنا: وما الصيحة يا رسول الله, قال: هذه تكون في نصف من رمضان يوم جمعة ضحى، وذلك إذا وافق شهر رمضان ليلة الجمعة تكون هدة توقظ النائم وتقعد القائم وتخرج العواتق من خدورهن في ليلة جمعة سنة كثيرة الزلازل والبرد، فإذا وافق رمضان في تلك السنة ليلة جمعة؛ فإذا صليتم الفجر يوم جمعة في النصف من رمضان، فادخلوا بيوتكم, وسددوا كواكم، ودثروا أنفسكم، وسدوا آذانكم, فإذا أحسستم بالصيحة، فخروا لله سجداً وقولوا: سبحان القدوس؛ سبحان القدوس، ربنا القدوس, فإنه من فعل ذلك نجا, ومن ترك هلك), ومنها: (إذا سمعتم الصيحة؛ فادخلوا بيوتكم, وأغلقوا أبوابكم, وسدوا الكوى, ودثروا أنفسكم, وسدوا آذانكم, واسجدوا, وقولوا: سبحان القدوس؛ سبحان القدوس ربنا, فان من فعل ذلك نجا, ومن برز لها هلك), والخبر لم يرد في أيٍّ من المصادر المعتبرة للسنة النبوية؛ وقد تتابع المحققون في الحكم عليه بالوضع وأنه مكذوب, قال العقيلي في الضعفاء: " ليس لهذا الحديث أصل من حديث ثقة ولا من وجه يثبت", وقال الذهبي: "سنده ساقط", وأورده الجورقاني في الأباطيل والمناكير وابن الجوزي في الموضوعات؛ فهو إذن من الإسرائيليات. وقد استغل من صنعوا إشاعة قرب سقوط كوكب ليدمر الحضارة شيوع مثل تلك الإسرائيليات الملفقة؛ فاختاروا بلا مستند فلكي موعد الدمار يوم الجمعة 21 ديسمبر 2012 الموافق 7 صفر 1434 هـ ليصنعوا هوسًا عارمًا قد يكون غطاءً لمؤامرة, وتلقفها ضحايا الخديعة فنشروها بلا تحري وتحقيق, ولكنها شائعة ركيكة العبارة تفتقد للحبكة؛ حيث حوت جملة أخطاء علمية تكفي الفطين للقناعة بالتلفيق والتزوير, فساعة خراب العالم قد خطها القدر ولا تأتي إلا بغتة بلا سابق معرفة أو إنذار, ولا يعلم بموعدها بشر؛ في حين يزعم المروجون للشائعة خرق الحُجُب والمعرفة بموعد الوصول, ولم تكفهم خيبة الأمل في التكهن بالحدث عام 2003, وقد مر ولم يقع شيء, فأعادوا ضرب الوَدَع لعله يصدقهم القول بإحكام الدجل وتنفيذ المؤامرة؛ فقالوا: "ظهور كوكب يعادل حجم الشمس.. ذو قوة مغناطيسية هائلة تعادل ما تحمله الشمس", وغفلت المبالغة عن المعرفة بأن كتلة الشمس تعادل أكثر من 99 (99.98)% من كل توابعها مجتمعة؛ فكيف إذن يُقارن بها أحد توابعها لو وُجِد!, ومنها: "الكوكب نيبيرو Nibiru سوف يمر بالقرب من الكرة الارضية على مسافة تمكن سكان شرق آسيا من رؤيته بكل وضوح عام 2009"؛ ومر عام 2009 ولم يحدث شيء, ولا توجد في سلة الفلكيين أية معلومة عن اقتراب مذنب فضلا عن كوكب, ومنها: "القطب المغناطيسي الشمالي سيصبح هو القطب المغناطيسي الجنوبي.. وهذا ما يفسر طلوع الشمس من مغربها"؛ وفي التاريخ الجيولوجي شواهد على انعكاس القطبين المغناطيسيين سابقًا بغير انعكاس اتجاه دوران الأرض, ومنها: "هذا الكوكب يستغرق في دورانه 4100 سنه لإكمال دورة واحدة حول الشمس, أي أنه قد حدث له وأن أكمل دورته السابقة قبل 4100 سنة, وهذا ما يشرح لنا سبب انقراض الديناصورات والحيوانات العملاقة قبل 4100 سنة.. وانفصال القارات عن بعضها البعض (ما عرفناه بالانفجار الكبير)", وهنا قد بلغ الخلط والابتعاد عن ساحة الكشوف العلمية مدًى بعيد, فالمعلوم أن عمر الكون بلايين السنين, وأن أم القارات كانت منذ حوالي 250 مليون سنة, وأن انقراض الديناصور منذ حوالي 65 مليون سنة؛ فأين كل هذا من تاريخ بآلاف يسيرة دون عمر الحضارات!, ويكفي هذا القدر من الأخطاء العلمية الفادحة لاستبعاد الشائعة كليًّا عن ساحة العلوم التجريبية وقد خالفتها في مواضع جوهرية.

وخطر الرجم النيزكي وسقوط فُتات المذنبات مُحتمل في كل وقت؛ ولكن ادعاء معرفة الموعد باليوم بلا سندٍ علمي يكشف غرضًا خفيًّا؛ مما أثار شكوك المتوقعين مؤامرة يحيكها الطامعون؛ خاصة مع نفي وكالة ناسا للشائعة, قال البروفيسور ديفيد موريسون David Morrison أحد العلماء بوكالة ناسا في 31 يناير 2008: "لم تُعلن وكالة ناسا عن اكتشاف كوكب سمته نيبيرو على الإطلاق، إنه مختلق وزائف Fake، ولا يوجد دليل علمي على وقوع حدث فلكي غير اعتيادي قائم على الحسابات الفلكية عام 2012؛ فضلا عن تدمير الأرض، إنه ليس إلا أسطورة قديمة ولا غرض منه سوى إفزاع الناس بقصص مختلقة ليس لها أساس في الواقع"، ووصفه في 7 فبراير 2008 أنه: "مريب Fishy وخدعة Hoax وإشاعة Buzz تعتمد على التنجيم". والشائعة عند المتوقعين بلوى تستدعي سيلا من المؤامرات حاكتها الصهيونية والجماعات العنصرية الداعمة التي تنتظر بفارغ الصبر حدثًا كونيًًّا يهز أركان المسجد الأقصى ليحل محله هيكل سابق التجهيز, ويبدأ تقويم عالمي جديد يعقب الإجهاز يوم الصفر Zero Day على الخصوم؛ ومع رفع علم الحكومة العالمية يُفرض النظام العالمي الجديد, هكذا يستريب جملة من المراقبين ويعتبرون الأحداث إرهاصات حملة عنصرية بافتعال ذرائع مزيفة تفضحها أقدمية المخططات ضد شعوب مسلمة مسالمة, وتُغالب المستريبين الشكوك: أهو حقا كوكب منتظر أم إرهاصات الدجال المنتظر!, وتذهب مخاوفهم إلى أن الإبادة الجماعية للهنود الحمر واحتلال أراضي الشعوب باسم الصليب وبزعم نشر الحضارة والحرية والديمقراطية والسلام ليست نهاية أماني الطامعين, فالأعور المُنتظر ذي العين الواحدة على قمة هرم الدجل والتضليل وضعوه شعارًا على كل دولار, وما زال يتربص بالعالم ويترصد الأحداث ليفترس كل الأرض تعجزه المفاجآت, وليس الاعتداء اليوم على بلاد الإسلام مجرد ردة فعل كما تشهد للفطين عبارة كتبت دون شعار الماسون؛ هي: "النظام الجديد لكل العصور", فالعبارة المكتوبة باللاتينية NOVUS ORDO SECLORUM تعني بالإنجليزية New Order of the Ages , أي "النظام الجديد لكل العصور", وهو نفس مضمون المصطلح الحديث: النظام العالمي الجديد New World Order, وأماني الطامعين تُغريها غيبة استعداد الغافلين, ولكن التاريخ ينتظر مفاجأة؛ فكم صنعت القدرة العلية بالطغاة من فجأة القدر وغرائب الانتقام, وكم يُخفي المجهول من عجائب قدرة الله تعالى وخفي تدبيره مع المستكبرين. والمستند الوثيق هو الكتاب العزيز؛ حمايةًً للنابهين من الاغترار بأكذوبة أو الوقوع فريسة لتضليل, وصدق القائل: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السّاعَةِ أَيّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبّي لاَ يُجَلّيهَا لِوَقْتِهَآ إِلاّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنّكَ حَفِيّ عَنْهَا قُلْ إِنّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللّهِ وَلََكِنّ أَكْثَرَ النّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ الأعراف 187, ومع رواج قصة نيبيرو يَتَعَجَّل البعض ويفسر به المأثور, ولكن؛ لا يعلم الغيوب وما تُخفيه الأيام من تقلبات إلا مُدَبِّر الأمر علام الغيوب، والأسلم هو التفويض والتسليم بلا تكييف ولا إنكار حتى تتحقَّق الأنباء في الواقع وتفسرها الأيام, وفي رواية الشيخين عبرة لمن أثاره الفضول فنشر الشائعة بغير تحقق؛ في قوله صلى الله عليه وسلم لمن سأله عن موعد الساعة: "وماذا أعددت لها!".


الدكتور محمد دودح

الباحث في الهيئة العالمية للاعجاز العلمي في القرآن والسنة في مكة المكرمة

خبر صيحة نصف رمضان ورد بطرق متباينة, وكلها لا يصح منها شيء؛ منها (إذا كان صيحة في رمضان فإنها تكون معمعة في شوال وتميز القبائل في ذي القعدة وتسفك الدماء في ذي الحجة والمحرم، وما المحرم يقولها ثلاثا هيهات هيهات؛ يقتل الناس فيها هرجاً هرجاً، قلنا: وما الصيحة يا رسول الله, قال: هذه تكون في نصف من رمضان يوم جمعة ضحى، وذلك إذا وافق شهر رمضان ليلة الجمعة تكون هدة توقظ النائم وتقعد القائم وتخرج العواتق من خدورهن في ليلة جمعة سنة كثيرة الزلازل والبرد، فإذا وافق رمضان في تلك السنة ليلة جمعة؛ فإذا صليتم الفجر يوم جمعة في النصف من رمضان، فادخلوا بيوتكم, وسددوا كواكم، ودثروا أنفسكم، وسدوا آذانكم, فإذا أحسستم بالصيحة، فخروا لله سجداً وقولوا: سبحان القدوس؛ سبحان القدوس، ربنا القدوس, فإنه من فعل ذلك نجا, ومن ترك هلك), ومنها: (إذا سمعتم الصيحة؛ فادخلوا بيوتكم, وأغلقوا أبوابكم, وسدوا الكوى, ودثروا أنفسكم, وسدوا آذانكم, واسجدوا, وقولوا: سبحان القدوس؛ سبحان القدوس ربنا, فان من فعل ذلك نجا, ومن برز لها هلك), والخبر لم يرد في أيٍّ من المصادر المعتبرة للسنة النبوية؛ وقد تتابع المحققون في الحكم عليه بالوضع وأنه مكذوب, قال العقيلي في الضعفاء: " ليس لهذا الحديث أصل من حديث ثقة ولا من وجه يثبت", وقال الذهبي: "سنده ساقط", وأورده الجورقاني في الأباطيل والمناكير وابن الجوزي في الموضوعات؛ فهو إذن من الإسرائيليات. وقد استغل من صنعوا إشاعة قرب سقوط كوكب ليدمر الحضارة شيوع مثل تلك الإسرائيليات الملفقة؛ فاختاروا بلا مستند فلكي موعد الدمار يوم الجمعة 21 ديسمبر 2012 الموافق 7 صفر 1434 هـ ليصنعوا هوسًا عارمًا قد يكون غطاءً لمؤامرة, وتلقفها ضحايا الخديعة فنشروها بلا تحري وتحقيق, ولكنها شائعة ركيكة العبارة تفتقد للحبكة؛ حيث حوت جملة أخطاء علمية تكفي الفطين للقناعة بالتلفيق والتزوير, فساعة خراب العالم قد خطها القدر ولا تأتي إلا بغتة بلا سابق معرفة أو إنذار, ولا يعلم بموعدها بشر؛ في حين يزعم المروجون للشائعة خرق الحُجُب والمعرفة بموعد الوصول, ولم تكفهم خيبة الأمل في التكهن بالحدث عام 2003, وقد مر ولم يقع شيء, فأعادوا ضرب الوَدَع لعله يصدقهم القول بإحكام الدجل وتنفيذ المؤامرة؛ فقالوا: "ظهور كوكب يعادل حجم الشمس.. ذو قوة مغناطيسية هائلة تعادل ما تحمله الشمس", وغفلت المبالغة عن المعرفة بأن كتلة الشمس تعادل أكثر من 99 (99.98)% من كل توابعها مجتمعة؛ فكيف إذن يُقارن بها أحد توابعها لو وُجِد!, ومنها: "الكوكب نيبيرو Nibiru سوف يمر بالقرب من الكرة الارضية على مسافة تمكن سكان شرق آسيا من رؤيته بكل وضوح عام 2009"؛ ومر عام 2009 ولم يحدث شيء, ولا توجد في سلة الفلكيين أية معلومة عن اقتراب مذنب فضلا عن كوكب, ومنها: "القطب المغناطيسي الشمالي سيصبح هو القطب المغناطيسي الجنوبي.. وهذا ما يفسر طلوع الشمس من مغربها"؛ وفي التاريخ الجيولوجي شواهد على انعكاس القطبين المغناطيسيين سابقًا بغير انعكاس اتجاه دوران الأرض, ومنها: "هذا الكوكب يستغرق في دورانه 4100 سنه لإكمال دورة واحدة حول الشمس, أي أنه قد حدث له وأن أكمل دورته السابقة قبل 4100 سنة, وهذا ما يشرح لنا سبب انقراض الديناصورات والحيوانات العملاقة قبل 4100 سنة.. وانفصال القارات عن بعضها البعض (ما عرفناه بالانفجار الكبير)", وهنا قد بلغ الخلط والابتعاد عن ساحة الكشوف العلمية مدًى بعيد, فالمعلوم أن عمر الكون بلايين السنين, وأن أم القارات كانت منذ حوالي 250 مليون سنة, وأن انقراض الديناصور منذ حوالي 65 مليون سنة؛ فأين كل هذا من تاريخ بآلاف يسيرة دون عمر الحضارات!, ويكفي هذا القدر من الأخطاء العلمية الفادحة لاستبعاد الشائعة كليًّا عن ساحة العلوم التجريبية وقد خالفتها في مواضع جوهرية.

وخطر الرجم النيزكي وسقوط فُتات المذنبات مُحتمل في كل وقت؛ ولكن ادعاء معرفة الموعد باليوم بلا سندٍ علمي يكشف غرضًا خفيًّا؛ مما أثار شكوك المتوقعين مؤامرة يحيكها الطامعون؛ خاصة مع نفي وكالة ناسا للشائعة, قال البروفيسور ديفيد موريسون David Morrison أحد العلماء بوكالة ناسا في 31 يناير 2008: "لم تُعلن وكالة ناسا عن اكتشاف كوكب سمته نيبيرو على الإطلاق، إنه مختلق وزائف Fake، ولا يوجد دليل علمي على وقوع حدث فلكي غير اعتيادي قائم على الحسابات الفلكية عام 2012؛ فضلا عن تدمير الأرض، إنه ليس إلا أسطورة قديمة ولا غرض منه سوى إفزاع الناس بقصص مختلقة ليس لها أساس في الواقع"، ووصفه في 7 فبراير 2008 أنه: "مريب Fishy وخدعة Hoax وإشاعة Buzz تعتمد على التنجيم". والشائعة عند المتوقعين بلوى تستدعي سيلا من المؤامرات حاكتها الصهيونية والجماعات العنصرية الداعمة التي تنتظر بفارغ الصبر حدثًا كونيًًّا يهز أركان المسجد الأقصى ليحل محله هيكل سابق التجهيز, ويبدأ تقويم عالمي جديد يعقب الإجهاز يوم الصفر Zero Day على الخصوم؛ ومع رفع علم الحكومة العالمية يُفرض النظام العالمي الجديد, هكذا يستريب جملة من المراقبين ويعتبرون الأحداث إرهاصات حملة عنصرية بافتعال ذرائع مزيفة تفضحها أقدمية المخططات ضد شعوب مسلمة مسالمة, وتُغالب المستريبين الشكوك: أهو حقا كوكب منتظر أم إرهاصات الدجال المنتظر!, وتذهب مخاوفهم إلى أن الإبادة الجماعية للهنود الحمر واحتلال أراضي الشعوب باسم الصليب وبزعم نشر الحضارة والحرية والديمقراطية والسلام ليست نهاية أماني الطامعين, فالأعور المُنتظر ذي العين الواحدة على قمة هرم الدجل والتضليل وضعوه شعارًا على كل دولار, وما زال يتربص بالعالم ويترصد الأحداث ليفترس كل الأرض تعجزه المفاجآت, وليس الاعتداء اليوم على بلاد الإسلام مجرد ردة فعل كما تشهد للفطين عبارة كتبت دون شعار الماسون؛ هي: "النظام الجديد لكل العصور", فالعبارة المكتوبة باللاتينية NOVUS ORDO SECLORUM تعني بالإنجليزية New Order of the Ages , أي "النظام الجديد لكل العصور", وهو نفس مضمون المصطلح الحديث: النظام العالمي الجديد New World Order, وأماني الطامعين تُغريها غيبة استعداد الغافلين, ولكن التاريخ ينتظر مفاجأة؛ فكم صنعت القدرة العلية بالطغاة من فجأة القدر وغرائب الانتقام, وكم يُخفي المجهول من عجائب قدرة الله تعالى وخفي تدبيره مع المستكبرين. والمستند الوثيق هو الكتاب العزيز؛ حمايةًً للنابهين من الاغترار بأكذوبة أو الوقوع فريسة لتضليل, وصدق القائل: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السّاعَةِ أَيّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبّي لاَ يُجَلّيهَا لِوَقْتِهَآ إِلاّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنّكَ حَفِيّ عَنْهَا قُلْ إِنّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللّهِ وَلََكِنّ أَكْثَرَ النّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ الأعراف 187, ومع رواج قصة نيبيرو يَتَعَجَّل البعض ويفسر به المأثور, ولكن؛ لا يعلم الغيوب وما تُخفيه الأيام من تقلبات إلا مُدَبِّر الأمر علام الغيوب، والأسلم هو التفويض والتسليم بلا تكييف ولا إنكار حتى تتحقَّق الأنباء في الواقع وتفسرها الأيام, وفي رواية الشيخين عبرة لمن أثاره الفضول فنشر الشائعة بغير تحقق؛ في قوله صلى الله عليه وسلم لمن سأله عن موعد الساعة: "وماذا أعددت لها!".

إتصل بنا